شغل السيد جوعان بن فاضل المزروعي منصب وكيل دائرة الماء والكهرباء بإمارة أبوظبي في الفترة من عام 1991 وحتى عام 1999 وهي مرحلة مفصلية في تاريخ صناعة الماء والكهرباء في الإمارة شهدت خلالها الكثير من التطورات التي شكلت نقلة نوعية للقطاع ومهدت الطريق للنقلة الكبرى في تاريخه وهي قيام هيئة مياه وكهرباء أبوظبي في عام 1999.
صعوبات وحلول:
ويقول المزروعي حول الصعوبات والمشكلات التي كانت تواجه الدائرة في تلك الفترة: "كانت الإمارة تعاني من نقص كبير في خدمات الماء والكهرباء، حيث كانت تعتمد على مولدات صغيرة لا تغطي حاجة الاستهلاك المحلي، وشح في مياه الشرب الماء، خصوصاً في المنطقة الغربية، ولذلك كان لابد من البحث عن حلول لذلك.
توسعة محطة أم النار:
وللتغلب على ذلك قمنا وفي في أقل من سنة بتركيب ست وحدات توربينات تنتج 700 ميغاواط بتكلفة 6 مليار درهم من شركة إسكودا وست وحدات لتحليه المياه تنتج من 60 إلى 100 مليون متر مكعب في اليوم في محطة أم النار وصيانة الوحدات القائمة فيها ومد خطوط لنقل الكهرباء بسعة 400 كيلو فولط لمد أبوظبي والعين والمنطقة الغربية باحتياجاتهم من الماء والكهرباء.
محطة المرفأ:
وقمنا كذلك بإنشاء محطة في منطقة المرفأ تتكون من ثلاث وحدات لإنتاج الكهرباء وحدات تحلية لإنتاج 18000 غالون من المياه يومياً بتكلفة 2 مليار درهم وذلك لمد المنطقة الغربية التي كانت تعتمد على مولدات صغيرة تعمل بالديزيل بالكاد تكفي لاحتياجاتها وقد دخلت المحطة الجديدة العمل بحلول عام 1997.
طويلة "ب":
يعتز المزروعي بمساهمته في قيام مشروع محطة الطويلة التي تضم: "مجموعة من أفضل وحدات إنتاج الماء والكهرباء في العالم التي يمكن أن تستمر في العمل لمدة 50 عاماً كاملة".
مركز التحكم:
يتحدث المزروعي بكل الفخر عن مساهمته في الجهود التي بذلت لإنشاء مركز التحكم DMS ويقول عنه: "ساهم هذا المركز في توفير الهدر في الطاقة والمياه عبر إعطاء معلومات دقيقة وسريعة جيدة تمكن من تفادي أي مشاكل تحدث في شبكة المياه والكهرباء وبالتالي التعامل معها بصورة عاجلة وهو الأول من نوعه في منطقة الخليج".
الشيخ زايد:
ويقول المزروعي أن الفضل في قيام هذه المشاريع يعود بصورة أساسية للمغفور له بإذن الله سمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي كان يأمرنا كثيراً بالعمل على توفير أفضل خدمات الماء والكهرباء لسكان الإمارة خصوصاً الامتدادات الكبيرة التي شهدتها بقيام مشاريع عقارية ومزارع ضخمة حيث كان دائماً يقول لنا: "عطوهم كهرباء وماء" وكذلك للشيخ سرور بن محمد آل نهاين، رئيس دائرة الماء والكهرباء، الذي أعطانا كل الصلاحيات لتنفيذ هذه المشاريع مما أدى لإنجازها بالسرعة والدقة المطلوبة.
ميزانية ضخمة:
وللتأكيد على الاهتمام الكبير الذي كان يوليه سمو الشيخ زايد لهذا القطاع الهام، قال المزروعي إنه تم تخصيص مبلغ 10 مليار درهم لإنشاء مشاريع للمياه والكهرباء خلال ست سنوات فقط، هذا خلاف الميزانيات التي كانت مخصصة لأعمال الصيانة والتسيير.
موظفون:
أشاد المزروعي بكل الموظفين الذين عملوا تحت إدارته وخص بالذكر "عبد الجليل خوري والدكتور حسن الحوسني والمهندس احمد المريخي والمهندس حسن النساي والمهندس زعل الحميري والمهندس عارف حسن الذين كانوا يبذلون جهوداً كبيرة من أجل دفع وترقية العمل في الدائرة بكل تجرد ونكران ذات".
العنصر النسائي:
يقول المزروعي إن عام 1996 شهد التحاق أو العناصر النسائية الوطنية من خريجات الإدارة والإعلام بالعمل في الدائرة: "اللائي عملن بكل جهد وأثبتن أن العنصر النسائي يتمتع بالكثير من القدرات والطاقات التي تحتاج فقط لمن يفجرها ويفتح لها الطريق حتى تستطيع المساهمة في بناء الوطن بقوة وفعالية".
سياسة مع الموظفين:
حرص المزروعي طيلة فترة عمله على: "الاهتمام بالموظفين وتأهيلهم وإرسالهم للخارج للتدريب واكتساب المهارات العالية على أفضل الأجهزة والمعدات المتوفرة في العالم".
مواقف حرجة:
هنالك الكثير من المواقف الحرجة التي مرت بالمزروعي خلال عمله في الدائرة يتذكر منها قائلاٍ: "في أحد الأيام توقفت اثنان مع التوربينات العاملة في محطة أم النار عن العمل مما أدى لحدوث نقص كبير في أمداد المدينة بالكهرباء واستغرق منا العمل في إصلاح العطل الكثير من الجهد والعمل لمدة ست ساعات إلى أن تمكنا من استئناف إمداد كافة أنحاء الإمارة بالكهرباء". ويروي موقفاً آخر: " في أحد الأيام قامت شركة مقاولات عن طريق الخطأ بقطع الخط الرئيسي الذي يمد أبوظبي بالمياه وتوقع المهندسون أن يستغرق إصلاح أربعة أيام ولكن بتوجيهات من الشيخ زايد وسرور بن محمد آل نهيان قمنا بإصلاحه خلال 12 ساعة فقط".
راحة بال:
كيف يتأمل المرزوعي هذه السنوات الطويلة من العمل بدائرة الماء والكهرباء؟ إذ يقول: "أنا أشعر براحة الضمير وأنا أتأمل هذه السنوات التي بذلت فيها كل ما أستطيع من جهد لتنفيذ توجيهات كل من الراحل سمو الشيخ زايد، رحمه الله، وسمو الشيخ سرور بن محمد آل نهيان من أجل الدفع بالعمل في الدائرة عبر استجلاب أفضل المعدات والأنظمة الحديثة وتبادل الخبرات والمعارف مع أفضل المؤسسات العاملة في هذا المجال في العالم.
بطاقة شخصية:
ولد المزروعي في عام 1948 بمدينة العين ودرس بالمدرسة النهيانية فيها والتحق بالكلية الحربية بالمملكة الأردنية الهاشمية في عام 1969 وتخرج منها برتبة ملازم في عام 1971.
وظائف:
عمل المرزوعي قبل التحاقه بدائرة الماء والكهرباء كضابط في الحرس الأميري ثم انتقل للعمل بسلاح الهندسة بالقوات المسلحة وهو متفرغ الآن للأعمال الخاصة والخيرية. هوايات: تعبيراً عن اعتزازه وفخره بتراث الأجداد، حول المزروعي منزله الكائن بمدينة العين إلى متحف صغير يضم الكثير من الصور النادرة ومختلف أنواع التحف الأثرية والحيوانات والطيور المحنطة والمصنوعات التراثية التي تحكي عظمة هذه البلاد وأهلها.
الأسرة:
للمزروعي سبع بنات وولد واحد اسمه فاضل وهواياته هي الصيد والزراعة.